الفصل الثامن ### الشقيقة الكبرى

قبل ستة اعوام
في صالون التجميل سوسون و شقيقتها سلوى ..
و اخيرا يا سلوى راح تتجوزي و نفرح فيكي فاجابت سلوى امتى بس نفرح فيكي انتي قالت سوسن ما زال الوقت مبكر لقد تحسن حال فادي و بداء يتعود على وضعه الحالي و يتغلب على مشكلته فقد مر عامين على عمله كمعيد في كلية الطب وهو يعطي دروس للطلاب و سعيد بهذا ... قالت سلوى الله الله يديم هالفرحة و السعادة و شوفك دايما مبتسمة
كانت سلوى تستعد لزفافها و تصلح تسريحتها بعد ان بقيت مخطوبة لاربع سنوات فقد كانت تنتظر ان ينهي خطيبها تعليمه العالي ليتزوجا و قد نال درجة الدكتوراه
منذ اربع سنوات كانت سوسن قد عرضت على فادي ان يتابع تعليمه ليس بحاجة للقراءة فالمناهج الصوتية و المرئية كثيرة تشجع كثيرا فادي و تحمس لهذا الموضوع و تابع تعليمه و دخل الامتحان و نجح بتفوق و بعد استلامه الشهادة عرض عليه عميد الكلية ان يقوم بالتعليم في الكلية و براتب جيد وافق على اثر ذلك فادي وبداء العمل و قد ردت له الحياة و تغلب على ضرره .
سوسن بماذا سرحتي ؟؟؟ ... قالت سوسن ابدا كنت اتذكر فادي و ما حدث خلال السنوات الماضية وكيف استطعت تغير حياته .
طيب انا خلصت ... تعي نروح نقيس الفستان انتي اليوم زفافك ما بدنا نتاخر ..
و غادرا الصالون وكانت تلك الليلة من اجمل الليالي و اكثرهم سعادة في حياة سلوى و كانت سوسن سعيدة لسعادة شقيقتها . وتم الزفاف في تلك اليلة و كانت ليلة من ليالي العمر لدى سلوى فهي قد كبرت و كانت تخشى ان تصل الى سن يحرمها من الانجاب . بعد عدة اسابيع اصيبت سلوى بغثيان و مغص و اتضح بعد التحليل انها حامل و بعد مضي تسعة اشهر انجبت طفلا كالقمر اسمته احمد
كان والد سوسن و سلوى قد توفي قبل عدة اشهر اثر نوبة قلبية
بعد عام انتفخ بطن سلوى و ها هي حامل و قد انجبت فتاة كالقمر اسمتها سوسن على اسم شقيقتها الصغرى .
فرحت سوسن كثيرا و كانت دائما ما تغرقهم بالهدايا حتى انها كانت تبقى مع سوسن و احمد أكثر من امهما كما لو انهما ولديها و هي امهم و ليس ولدي سلوى .
بعد ذلك بعدة شهور كان محمود زوج سلوى مع سلوى و ابنيهما يركبان في سيارتهما الميني كوبر احمد يبلغ من العمر ثلاث سنوات و كان يجلس في الخلف الى جوار النافذة و كان محمود يقود بتأني و انتباه و على مهل و اثناء عبوره لممر جبلي منحدر قاطع طريقه رجل مخمور يقود بسرعة و اصطدم بالسيارة مما جعلها تقفز من فوق المنحدر لتهوي الى الاسفل و اثناء سقوطها سقط احمد السيارة عبر النافذة على الارض و بداء يبكي و على صوته بالصراخ و استقرت سيارة الميني كوبر في اسفل السفح الجبلي و قد استوى سقفها مع مقدمة السيارة و التوى الى الداخل جاعلا من المستحيل نجاة اي من الركاب .
مر رجل بدراجته النارية و راى الحادث و توقف و عندم اقترب من السفح سمع صوت بكاء فنزل ليرى احمد و هو يجهش بالبكاء و لا يتوقف فقام باخراج قطعة حلوى من جيبه و اعطاها لاحمد و من ثم قام و اتصل على الدفاع المدني و طلب منهم الحضور على وجه السرعة الى المنطقة . فلا عجب فهوابن لواء وكان في طريق العودة من منزل اصدقائه الى البيت .
لم تمر سوى دقائق و قد طلت سياراة الدفاع المدني و المطافي و الاسعاف . كانت سيارة السائق الاخر قد اشتعلت و التهمته النيران و اثناء اطفاء النار نزل بعض رجال الدفاع المدني لتفقد الميني كوبر و بعد ان شاهدو السقف اعتقدوا انه من المستحيل ان ينجوا احد من هذا الحادث .لكن ما لبثو ان سمعوا صوت طفل صغير يبكي عند ذلك سارعوا بقص السقف ليجدا جثتين احداهما قد شج راسها و بان الدماغ منها واضحا و الاخرى قد قطع كتفه اثر دخول جزء حاد من السقف في كتفه . لكن المفاجئة ان الصوت كان يخرج من بينهم و عندما ازاحا رجال الدفاع المدني الجثتين كشفا عن طفلة تغطيها دماء والديها كانت تبكي تريد ان تاكل .
قاما بحملها و اخراجها و خلال ساعتين كانت الجثتين في المستشفى الحكومي و قد عثروا على رقم سوسن في الهاتف الخاص بالسائق و قد اتصلوا عليها طالبين منها الحظور فورا الى المستشفى .
و بعد حضورها الى المستشفى شاهدت احمد جالسا على كرسي و هو ياكل رقائق الشيبس و في راسه كدمة و ثيابه ممزقة فحملته و قامت بتفقده و تقبيله و سالته اين ماما و بابا. لكنه لم يجبها فهوا لا يعلم شيء و لا يستوعب ما حدث . التفتت و ذهبت الى مكتب الاستقبال و تسالهم عن الذي اتصل بها و دلوها على مكتبه و اخبرها بالحادث المؤلم . لم تتمالك سوسن نفسها فقد كادت ان تسقط على الارض لو لم يلحقها الطبيب و يجلسها على كرسي .
في اليوم التالي تم دفن محمود و سلوى في قبرين متجاورين و كان يقف الى جوار سلوى فادي و هو يمسك بيد سوسن و يضغط عليها بلطف مواسيها و مشجعها .
بعد ان غادر المعزين و لم يبقى سوي فادي و سوسن و معهما الطفلين . قال فادي لسوسن : هذا قضاء الله و حكمته فلنعتني بسوسن و فادي و ساتبانهما و اكون لهما الاب الذي فقداه ارجوكي سوسن و لتكوني انتي امهم .
خفق قلب سوسن بشدة .. فها هو فادي يعرض عليها الزواج بشكل غير مباشر .. لكنه لم يتجراء و يطلب الزواج بشكل مباشر .. انه ما زال متعلقا بحنان .. لن اضايق حنان في قلب فادي .. سابقى له الصديقة المحبة الوفية ..
سوسن ماذا قلتي ؟؟ لم تستطع سوسن الرد عليه و بصعوبة خرجت من حنجرتها كلمتين : مثل ما تريد .
فاجاب فادي غدا ساستأجر شقة من اربعة غرف غرفة نوم لكي و غرفة لي و غرفة للطفلين و الرابعة غرفة معيشة .
في اليوم التالي تم استاجار الشقة و انتقلوا جميعهم اليها . تم تبني احمد و سوسن من قبل فادي و استخرجوا الاوراق اللازمة لذلك و مرت الايام و الشهور .
الى اللقاء في الفصل القادم
الفصل التاسع ### اللقاء ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سايكي و ايروس

أسطورة أورفيوس و يوريدس # معزوفة حب حزينة

الشخصيـــــة الســـــــــاحرة