الفصل التاسع ### اللقاء
الوقت الحالي
المكان في حديقة منتصف المدينة
فادي يجلس على الكرسي الزوار تحت شجرة الصفصاف في نفس المكان المعتاد الذي كان يجلس
تحتها مع حنان منذ زمن
وسوسن مستندة الى حضن فادي .
سوسن : فادي لدي خبر سار لك
فادي : ما هو يا سوسن
سوسن : لقد تحدثت مع خالي قد ياتي متبرع خلال الايام القادمة ليتبرع بعينيه و قد
حجزت لك موعدا ترقب الاتصال في اي وقت .
فادي : من هو هذا المتبرع ؟؟؟
سوسن : ستعرفه في حينه .
شاهدت سوسن حنان قادمة ، صدمت لوهلة لكنها سرعان ما تغلبت على الصدمة ، خالجتها
رعشة احس بها فادي فقال لها هل تشعرين بالبرد فاجابت قليلا لابد ان اغادر الان يجب
عليك ان تذهب الى خالي انت تعرف عنوان المستشفى .
في هذه اللحظة سقطت حنان مغشيا عليها فقامت سوسن من مكانها و ذهبت الى حيث سقطت
حنان و قامت بانعاشها و مساعدتها على الوقوف و حملت معها سوسن الصغيرة و احمد و
غادرو الحديقة سويا .
حنان : سوسن لقد اخذتي فادي مني >_< .
سوسن : كلا يا حنان لقد اساتي فهم ما شاهدتيه لم يأخذ احد فادي منك ابدا وهو ما زلت
ساكنة فغي قلبه .
حنان : كيف هذا !!! ؟ و احمد و الفتاة الصغيرة اليسا ابنائكما انتي و فادي ؟
سوسن : كلا انهما ابناء شقيقتي و قد تبناهم فادي بعد وفاة شقيقتي و زوجها قبل أكثر
من عامين ؟
حنان و قد علت ابتسامتها و شهقت بارتياح : احقا ما تقولي هل تقولي الحقيقة ؟
سوسن : نعم انها الحقيقة و خلال اسبوع انتظري اتصال لتقابلي فادي و قد فتح عيناه
اريد ان تكوني اول من يقابلها لذا اعطيني رقم هاتفك و انتظري مني اتصال خلال الايام
القادمة او من خالي الطبيب .
و افترقا سوسن و حنان و ذهبت حنان الى الفندق و السعادة تغمرها
بينما توجهت سوسن الى المستشفى عند خالها .
في المستشفى قال لها خالها الى متى ستبقي هكذا يا سوسن اذا لم تتناولي العلاج قد لا
تستطيعي ان تكملي حتى نهاية الاسبوع القادم .
اجابته سوسن نعم اعرف هذا و انا هنا لأأكد عليك من اجل عملية عيني فادي و هذا الظرف
تعطيه لفادي بعد ان يفتح عينيه ليكون اول شيء يقرائه بعد ان يفتح عينيه
قاطعها خالها : لماذا ترفضي العلاج الكيميائي على الاقل العلاج سيخفف من حدة المرض
و يسمح لكي بفترة اطول .
سوسن : يا خالي العلاج الكيميائي آثاره ستضهر عليي و هذا سيقلق فادي و قد يرفض
اجراء العمليه .
الطبيب : كما تشائي يا يا بنتي يا سوسن . و طبع قبلة على جبينها و حمل سوسن الصغيرة
و قبلها و لم ينسى ايضا احمد الصغير قبله هو ايضا .
غادرت سوسن المشفى و ذهبت الى الشقة حيث كان ينتظرها فادي
سوسن : فادي سوف اضطر للسفر غدا و قد اغيب لفترة طويلة ساخذ سوسن و احمد الى زوجة
خالي لتعتني بهم و قد تحدثت الى الخالة ام سعيد زوجة حارس البناية ستاتي كل ما
يتسنى لها فرصة لترى ان كنت بحاجة لشيء و تقوم بترتيب البيت ريثما اعود من السفر
فادي : سفرك هل سيكون بعيد لمكان بعيد ؟؟؟ الا استطيع السفر معك ؟؟؟
سوسن : كان بودي لكن عليك ان تنتظر اتصال الطبيب فقد يتصل باي وقت ربما غدا او بعده
فلا اريد ان تفوتك العمليةو عودة البصر اليك
فادي : حقا ما تقولي اتمنى ان يعود بصري لاراكي اريد ان ارى هذا الملاك الذي اعتنى
بي خلال السنوات الماضية .
سوسن : توقف يا فادي لا تبالغ .
وقالت في سرها انت سبب كل ما حدث لولا الله ثم كلامك لي لكان حالي الان مختلفا
ابتسم فادي و قال لها متى ستسافري يا سوسن ؟؟؟
اجابته سوسن مساء اليوم ان شاء الله سأوصل سوسن و احمد بعد قليل الى بيت خالي سم
ساعود لاحزم حقائبي و اغادر ان شاء الله :)
فادي : حسنا رافقتك السلامة .
و طبع قبلة ليست كقبلاته السابقة قبلة على الجبين بل هذه المرة كانت قبلة على شفاه
سوسن ، على اثر تلك القبلة نبض قلبها بشدة و شهقت شهقة مكتومة
بدات الافكار تتضارب في عقلها ، ارادت ان ترتمي في حضنه و تغمره بالقبلات ارادت ان
تلغي كل مشاريعها و مخططتها فكرت في العلاج الكيميائي لكنها ما لبثت ان عادت لرشدها
و هدات و من ثم غادرت الشقة بدون ان تنبس ببنت شفة
اتصلت على حنان و طلبت لقائها في الحديقة في نفس المكان ، انتظرت سوسن بضع دقائق في
الحديقة حتى وصلت حنان
سوسن : مرحبا حنان سعدت للقائك .
حنان و علامات التعجب على وجهها : لماذا !!! ؟
سوسن : انكي لم تعلمي ان والدتي توفيت عند ولادتي فقد كانت مريضة بسرطان الدم .
حنان : انا آسفة لذلك .
سوسن : لا عليكي و قد انتقل المرض لي و ظهرت مؤخرا علامته عليي .
حنان : لا يبدو عليكي اي اثار للمرض !!!
سوسن : لقد رفضت اخذ العلاج الكيميائي و انا حاليا آتناول مهدئات فقط .
حنان : لماذا رفضتي العلاج الكيميائي !!! ؟
سوسن : لانه سيسبب تساقط شعري و انا اكون سعيدة و انسى العالم كله عندما يمرر فادي
يده بين خصلات شعري . كما انني لا اريد ان اقلق فادي .
حنان : يا الهي كل هذا تحبين فادي !!! ؟
سوسن : بل و اكثر من ذلك احبه بقدر ما يحبك هو .
حنان : و لماذا لم تتزوجيه حتى الان !!! ؟
سوسن : عندما دخلت قلبه لم اجد مكان لي فقلبه لا يوجد فيه سوى حنان فقط .
حنان : حقا هل مازال يحبني !!! ؟
سوسن : انتي حمقاء يا حنان ان فادي لم يتوقف عن حبك ابدا فقد وهبك عيناه و كان كل
عام ياتي الى نفس المكان ليس لشيء سوى ليتذكر جلوسك معه و يتذكر ايامكم السعيدة
حنان : حقا !!! لكن لماذا تركني و هجرني ؟ لماذا لم ينتظرني ؟ لماذا رحل و لم يبقى
معي ؟
سوسن : و كانكي لا تعرفي مشاعر فادي !!! كيف لي ان اشرح لك مشاعره انه يحمل نفسه
مسؤلية ما حدث وهو يشعر بالذنب وايضا لا يريد ان تتالمي او تندمي او تعيشي مع شخص
معاق اراد لكي الحرية ان تحققي حلمك بالتجول حول العالم لم يرد ان يكون عائقا في
تحقيق حلمك و طموحك كان ينتظرك في نفس المكان كل عام كان يدعو في لبه ان تطلي عليه
ان تنادي باسمه .
حنان : لكني وجدتك في حضنه !!! .
سوسن : وجودي في حياته كان محفزا له لعودة الحياة له لعودة ابتسامته الجميلة
الرقيقة لبقائه مفعما بالامل .
حنان : حقا ما تقولي اين هو الان اريد ان اقابله اريد ان اراه .
سوسن : كلا ارجوكي يا حنان لا تفعلي ذلك الان اريد ان اجعلها له مفاجئة .
حنان : كيف و متى ؟
سوسن : ان المرض استفحل و لم يتبقى لي في الحياة سوى ايام معدودة و انا الان ساذهب
الى المستشفى و قد اوصيت بعيناي لفادي عند وقت ازالة الضماد سيتصل عليكي خالي الذي
سيجري العملية و يكون هو المتابع لحالة فادي وسيبلغك ابن تأتي و تنتظريه في الصلاة
لتكون مفاجئة له اثناء خروجه و تعيشا سوية .
حنان : احقا ما تقوليه هل سيعود البصر لفادي و سيستطيع رؤيتي مجددا .
سوسن : نعم و اتمنى ان تعيشا سوية . كما اتمنى ان تعتني بسوسن و احمد و كانهما
ابنائك .
حنان : لا تقلقي ساضعهما في عيناي .
سوسن : الان استاذنك لابد ان اذهب الى المستشفى .
و عندما قامت سوسن و اثناء سيرها باتجاه الباب سقطت مغشيا عليها
قامت حنان بطلب الاسعاف و ذهبت معها الى المشفى .
كانت حالتها صعبة و المرض قد استفحل فيها فلم تستطع الصمود اكثر
في المستشفى قابلت الطبيب خال سوسن و قد عرفها على الفور و قال لها الست انت تلك
الفتاة خطيبة فادي التي وهبها فادي عيناه ؟؟
فاجابته نعم انا تلك الفتاة .
فقال في نفسه لا عجب ان ان يحدث ما حدث لسوسن .
الطبيب لحنان : لقد اعطتني سوسن رقم هاتفك و طلبت مني ان اتصل بك في نفس يوم ازالة
الضماد .
حنان : هل استطيع ان آتي لزيارة فادي و ان اتواجد وقت اجراء العملية ؟
الطبيب : نعم لك ذلك لكن لابد ان تلتزمي الصمت لا تتحدثي ابدا فلا اريد لشيء ان
يؤثر في مجريات الامور او ان يحدث مضاعفات غير متوقعة .
حنان : لك ذلك .
الطبيب : ساتصل بك وقت تحديد موعد العملية و ابلغك ، استاذنك الان علي متابعة مريض
آخر .
حنان : اوه اسفة لقد اطلت البقاء هنا وة تأخرت على موعدي مع مدير المعرض مع السلامة
.
و غادرت حنان المستشفى
في صباح اليوم التالي و بينما كان الطبيب يجلس الى جوار سوسن اذ بها تفيق من
غيبوبتها و تفتح عيناها و ترى خالها
سوسن : خالي اريد منك طلب اخير .
الخال : ما هو يا ابنتي ؟
سوسن : اريدك ان تحضر سوسن و احمد معك عندما يفك فادي الضمادات في مكتبك وبعد ان
يقراء وصيتي اريد منك ان تسمح له باخذ سوسن و احمد ؟
الخال : لكن ...
سوسن : ارجوك يا خالي هذه امنيتي الاخيرة اذا اراد اخذهما و الاعتناء بهم فلا تمانع
ذلك ارجوك ...
فقدت الوعي قبل ان تسمع رده . لكن خالها قام و طبع قبلة على حجبينها و قال لك ما
تتمنيه يا ابنتي .
بعد اربعة ايام رن الهاتف في شقة فادي و اجاب فادي على الهاتف و كان الطبيب هو
المتصل ليقول له ان المتبرع جاهز و ان عليه المجيء الى المستشفى غدا في الصباح
و كعادة اي مستشفى سالوا فادي هل تريد ان نتصل لك باحد لياتي و يكون حاضر .
فقال كم اتمنى لو ان حنان و سوسن معي هنا .
هو لم يعلم انهما كلاهما سيكون موجود في المستشفى بل لا تفصل بينهم سوى بضعة امتار
سوسن بجواره على سرير آخر لكنها كجثة هامدة لا حياة فيها بعد ان توقف نبظها مساء
امس و حنان تقف خارج غرفة العمليات تراقب الباب و تنتظر خروجه بالسلامة .
اجريت العملية و تمت بنجاح و بعد مضي عدة ايام كانت حنان تاتي يوميا لزيارة فادي و
رؤيته لكن بصمت كي لا تفسد المفاجئة التي حضرت لها سوسن لفادي
كانت تريد ان تقبله ان تحضنه لكنها في كل مرة تتردد و من ثم تتراجع فادي الان سيكون
لها وحدها ستعيش معه بقية حياتها
حان موعد فك الضماد طلب الطبيب من الممرضة ان تحضر له فادي الى مكتبه ليفك الضمادة
عن عينيه في مكتبه
و في مكتبه بعد ان خفف الاضاءة قام بفك الضمادة عن عيني فادي و طلب من ان يفتح
عينيه بتأني و ببطيء شديد .
فتح فادي عيناه و بدات الرؤية تتضح امامه رويدا رويدا .
بعد بضع قدائق و قد اعتادت عينا فادي الجديدة على الرؤية و نظر من حوله قام الطبيب
باعطائه رسالة و طلب منه قرائتها .
ماذا في الرسالة و ماذا كتبت له سوسن و ماذا فعل فادي
هذا ما سنعرفه بالفصل القادم الفصل العاشر ### وصية سوسن .
تعليقات