الفصل السابع ### كيف تتبدد الظلمة الى نور

قبل 12 عاما
اتى ضيف الى دار العناية بذوي الاحتياجات الخاصة
انه فادي هل يعقل انه اصبح ضريرا ... و انقبض قلب سوسن بشدة و تسالت في نغسها كيف لهذا الملاك ان يصبح ضريرا
تم تخصيص الغرفة رقم 7 لفادي كما تم تخصيص ممرضة لتعتني به كان اسمها هدى بعد عدة ايام تم التبديل بين هدى و سوسن و اصبحت سوسن هي المسؤلة عن فادي و الاعتناء به
لم تمتلك الجرئة لسؤاله عما اصابه كانت تقف دائما حائرة امامه شاردة الذهن تحملها احلامها الوردية الى عالم آخر تكون فيه هي وحدها برفقة فادي ثم تاتي فتاة من الظلام لتحيل تلك الاحلام الوردية الى سواد و تاخذ فادي معها و تستيقض سوسن من حلمها فزعة
كان فادي يسوده الصمت لا يتحدث ابدا طول وقته ساكت و شاحب الوجه بارد الملامح وانه اصبح حجرا بعد مضي عدة اسابيع اتى خال سوسن الى المركز لروية سوسن ابنة اخته سال عنها قالوا له انها في الغرفة رقم 7 فتوجه الى الغرفة و طرق الباب و دخل الغرفة فشاهد سوسن و هي تنظر الى فادي بشرود عرف الشاب فور رؤيته و امسك بيد ابنة اخيه و اخذها معه الى الخارج و قال لها ماذا تفعلين
فاجابته اجلس مع مريضي و اعتني به
فقال لها اتركيه ان حكايته حكاية عجيبة و قصته اغرب من الخيال و تصرفه لا يصدقه عاقل
تعجبت سوسن من كلام خالها و سالته طيف هذا هل تعرف فادي كيف تعرفه
قال لها ان فادي كان مخطوبة من فتاة اسمها حنان سقط الحمض الاسيدي في معمل التصوير على وجهها فتشوه وجهها و تلفت عيناها فاتاني فادي و طلب مني ان انزع عينيه و ازرعهما لها لكي ترى بهما و يعود لها البصر مضحيا ببصره من اجلها و قد نجحت العملية و استعادة الفتاة بصرها لكن فادي اراد ان يعتزل العالم فسالني عن مأوى لامثاله فتذكرت انكي تعملي هنا و لا سيما جملتك التي ذكرتيها في يوم تخرجك "ان الحياة حلوة بس نفهمها باحزانها و الامها فلن نشعر بطعم السعادة مالم نتذوق الالم و الحزن و اريد ان اذيقهم طعم السعادة " فاقترحت عليه المركز هذا و قمت باعطائه توصية و ارسلته مع السائق الى هنا
فاجابت سوسن هل تعلم يا خالي ان فادي هو من قال لي هذه الجملة قبل اربعة سنوات عندما اصطدمت بي فتاة و رمقتني باحتقار و سخرية و غادرت كدت ان انفجر من البكاء لولا تدخله و مساعدتي في لملمة كتبي و ادواتي من الارض بل انه حتى مسح دمعتي بمنديله و ما زلت احتفظ به حتى الان .
فعلا انه لمصادفة عجيبة و ماذا سوف تفعلي يا سوسن ؟؟
اجابت سوسن سوف اخرجه ال حالته و ابدد الظلمة الى نور ان الوقت لارد له روحه كما رد لي روحي
بالتوفيق اختك ستتزوج الاسبوع القادم متى سنراكي عروس انتي ؟
اممممممممم ما زال الوقت مبكرا يا خالي
وغادر الخال ذاهبا الى منزله و عادت سوسن الى الداخل و قد علمت ما اصاحب فادي
بعدة عدة شهور من الصمت التام بين فادي و سوسن نطق فادي
قال غدا هو اول يوم من الربيع ان غدا هو الخامس عشر من فبراير شباط اليس كذلك
ابتسمت و قالت له نعم انه كذالك سيكون ربيع رائع و الهوائ منعش هل تريد الذهاب في نزهة غدا
اجابها نعم اريد ان اذهب الى مكان واحد و اريد ان اكون فيه لوحدي
قالت له حسنا ساوصلك الى المكان الذي تريده
في صبيحة اليوم التالي استيقصت سوسن مبكرة و ذهبت فورا الى غرفة فادي لتجده جالسا على الكرسي ينتظر قدومها وما ان دخلت حتى وقف و قال لها هي بنا نذهب
غادروا و استمروا بالمشي سوية قرابة الساعتين و حتى وصلا الى حديقة خضراء في وسطها شجرة صفصاف كبيرة تحتها كرسي خشبي طويل مثبت في الارض كما هو حال باقي الكراسي في الحدائق
جلس على الكرسي و بقي صامتا لم يتحدث لم ينطق الى ان غابت الشمس و كلاهما صامت و سوسن تنظر اليه بغرابة
وقف فادي و قال لها هي بنا نعود و عادا الى الدار وبقي صامتين طول الطريق
استغربت سوسن ما الذي يحدث لم تتجراء ان تساله فقد لمحت ابتسامة على وجه فادي شاهدت السعادة في عينيه وهو جالس على الكرسي و يمسك بيده وردة حمراء
في تلك الليلة لم تستطع سوسن النوم و هي تفكر بطريقة لابقاء تلك الابتسامة على وجه فادي
استيقضت في النهار بعد ان نامت لسويعات قليلة و كان قد انبثقت في راسها فكرة ستسعد فادي بكل تأكيد
اتصلت على المركز لتبلغهم بانها ستتأخر في القدوم زو اوصت هدى بالعناية بفادي و استلام مرضاها في غيابها
وغادرت البيت و لم تصل الى الدار سوى بعد غياب الشمس و كان برفقتها كلب ذهبت الى غرفة فادي و قالت لفادي تعال معي اريد ان اريك شيئا و سحبته من يده و اخذته معها الى الحديقة الخاصة بالدار قالت له لقد احضرت لك صديقا لن تنساه ابدا تعجب هو و قال ماذا فقالت له اسمه بوبي و هو كلب مدرب جيدا على قيادة الشخص الضرير كل ما عليك فعله هو ان تذهب به مرة واحدة الى مكان معين و تضع يدك على راسه بطريقة ما قبل المغادرة و هو بعد ذلك سيحفظ الطريق و يقودك اليه في كل مرة تقوم بعمل نفس الحركة
حقا كم هذا رائع فقالت له لنجرب الان و وضع يده على راسهه و ربت مرتين فقالت له سوسن الان سنذهب الى نفس المكان الذي كنا به امس حتى يحفظ بوبي الطريق و يقودك الى هناك متى اردت ذلك
علت الابتسامة وجه فادي و بداء يخرج من ظلامه بعد مرور عام على الحادث المأساوي
شعرت سوسن بسعادة تغمرها فوق ما تتصور فقد ساعدته على تخطي ازمته و قد وضعت قدمه في الطريق الجديد للسعادة و تخطي الظلام الذي غرق به
وغادرا سوية برفقة بوبي ليحفظ الطريق
ولأول مرة يتحث فادي مع سوسن بشكل ودي قال لها اسمك سوسن اليس كذلك
قالت له نعم جيد انك ما زلت تذكر اسمي بالرغم من مرور قرابة العام على تعريفي بنفسي لك
فاجاب فادي اعتذر انني كنت اعاملك بجفاء و لم ارد عليكي فقد كنت في ...ز
قاطعته سوسن و قالت له اشششششششش انسى الماضي لا تتحدث عن ما حصل نحن ابناء اليوم و نريد ان نستمتع بطعم السعادة بعد ما حصل من حزن
رفع راسه الى السماء و قال لها انك تذكريني بفتاة التقيتها قبل عدة اعوام كانت قد اسقطت كتبها على الارض بعد ان اصطدمت بها فتاة متغطرسة و كادت تنفجر من البكاء لو لم اتدارك الامر و اخفف عنها
قالت له سوسن هل تتوقع ان تراها مرة اخرى تلك الفتاة ؟
فاجاب كلى فانا لم اعرف اسمها و لم اشاهدها مرة اخرى و هي لا تعرف اسمي حتى
في قلبها ارادت ان تصرخ و تقول له هذه انا انا تلك الفتاة لكنها آثر الصمت
سالته لو انك التقيت بهذه الفتاة مرة اخرى ماذا كنت ستفعل ؟
تنهد و قال : كنت لاسألها عن اسمها
فاجابته هل ترغب في ان ابحث لك عنها ؟؟
اجابها كلا لا اريد ذلك
بلغت السعادة ذروتها لدى سوسن فها هي الان بدا فادي تجاوب معها و يحدثها فكرت بان تساله عن سبب ما فعله لكنها آثرت ان تبقى صامتى حتى لا تفتح له جرحه كرة اخرى
عندما وصلا الى الحديقة وجلس على الكرسي و هي بجواره هبت نسمة هواء باردة فاقشعر جسد سوسن و ارتجفت من برودة تلك النسمة فضمها فادي الى صدرها ليشعرها بقليل من الدفيء
و قال لها : صفي لي ما ترينه
قالت له السماء سوداء صافية و القمر بدر ينير الفضاء و الجو النجوم الجميلة تزين السماء بمنظر رائع غاية في الجمال فوق على احد فروع شجرة الصفصاف هناك عش صغير يرقد به زوج من الطيور يبدو انهما متزوجين حديث و هناك في الرك شجرة بها تجويف تخرج منها قطة صغيرة كل دقيقة و تعيدها والدتها الى الداخل
صمتت سوسن لتتيح المجال لفادي كي يتحدث
وبعد بضع دقائق من الصمت التام الا من صفير جنادب الليل التي تملاء الحديقة نطق فادي وقال : ماذا عن زهور السوسن البيضاء هل تفتحت انها تنموا خلفنا في كل عام كنت آتي مع حنان الى هنا كنا نتنافس في وصف المكان هي كانت تنظر الى السماء و الى الطيور بينما انا كنت انظر الى الارض الخضراء و الزهور الربيعية
شكرا لكي سوسن لن انسى ما تفعليه من اجلي ما حييت
ارادت ان تصرخ و تقول له احبك انت فتحت لي باب السعادة لكن العبارة تلاشت قبل ان تخرج من حلقها
دقت ساعة البرج في الحديقة معلنة منتصف الليل قامت سوسن و قالت لفاتدي لقد تاخرنا كثيرا على الدار
وقف فادي و اقترب من بوبي و طبطب على راسه مرتين متتالية و من ثم مسح اذنه و تلك كانت تعني انه سنعود الى الدار
و عادا الى الدار سوية في تلك الليلة نامت سوسن نوما عميقا و هي غارقة في سعادة لا توصف و ايضا فادي نام بعمق وهو سعيد و مبتسم
فقد تبدد الطلام و اصبح نورا و عاد لعالم السعادة
انتهى الفصل السابع
و الى اللقاء مع الفصل الثامن ### الشقيقة الكبرى
...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سايكي و ايروس

أسطورة أورفيوس و يوريدس # معزوفة حب حزينة

الشخصيـــــة الســـــــــاحرة