الفصل السادس ### فتاة من الماضي
قبل 35 عاما
انطلقت صرخت طفلة صغيرة خرجت للدنيا لتوها والدتها كانت مصابة بالسرطان سرطان الدم رفضت العلاج الكيماوي حتى لا تؤذي طفلتها يعد سمعت صراخ الطفلة لفضت انفاسها الاخيرة
تيتمت تلك الفتاة فور قدومها للدنيا عاد الاب الى المنزل حيث ترك ابنته الاخرى ذات الاثنى عشرا ربيعا التي كانت تنتظر والديها مع الضيف الجديد شقيقتها كانت تامل ان ترى ثلاثة عندما تفتح الباب لكنها لم ترى سوى والدها فقط وقفت مذهولة و هي ترى وجه والدها و قد ملاته الدموع
صرخت الفتاة بابا اين امي لماذا لم تاتي معك !!؟؟؟ كان من المفترض ان تاتوا و معكم اختي الصغيرة ماذا حدث اين امي اين اختي التي وعدتموني بان تاتي معكم !!!
احتضنها والدها بشدة و قال لها ان ربنا قدد اختار ماما لتذهب اليه . ارتخت يداه قليلا فهربت الفتاة من بين يدي والدها و ركضت الى سريرها لتدفن نفسها بيط طيات الفراش وتغرق في بحر من الدموع .
اطل الصباح و استيقضوا على صوت جرس الباب فقامت تلك الفتاة لتفتح الباب كان بالباب خالها و زوجته و معهما طفلة صغيرة دخلت زوجة خالها الى المنزل و نادت سلوى تعالي لتتعرفي على اختك اقتربت سلوى من شقيقتها الصغيرة الصلعاء كانت هيناها ما تزال مغمضتين بقيت سلوى تحملق فيها و الدموع تذرف من عينيها و اذا بالصغيرة تفتح عيناها لتقع على سلوى فكانت سلوى اول ما شاهدة تلكط الطفلة و مدة يداها بشكل عشوائي و امسكت سلوى بيدي الطفلة و حملتها بكل حنان و ضمتها الى صدرها و هطلت عليها القبلات كان خالها ما زال واقفا بجوارها و هو مندهش مما يحدث و قد تسمر الاب عند باب الباب و هو ينظر الى ابنتيه .
سالتها زوجة خالها ما تحبي يا سلوى ان تسمي اختك الصغيرة . اجابتها على الفور : سوسن على اسم ماما
هنا تبداء حكاية سوسن حكاية فتاة من الماضي عانت الام كثيرة وواجهت محن اكثر لكنها صمدت و قاومت و شقت طريقها بنفسها بقوة و عزيمة و ارادة صلبة
ولدت وتيتمت من اول يوم فقدت امها
قررت سلوى ان تكون ام شقيقتها و اختها و صديقتها و مربيتها و كل شيء في حياتها و منذ ذلك اليوم لم تفارقها و كبرت سوسن بلغت عامها الخامس و التحقت بالمدرسة
لم تكن جميلة لكنها كانت مرهفة الاحساس كانت هادئة لا تتحدث كثيرا حالمة كثيرة الشرود متفوقة في دراستها اغلب وقت فراغها كانت تقضيه في المكتبة بين الكتب لبست نظارة مما جعل الكثير يسخر منها من زميلاتها في المدرسة ، لم تكن تعير لهم اي انتباه
اصبح عمر سوسن 16 عاما مازالت متفوقة دراسيا شقيقتها ستتزوج قريبا هي سعيدة لاجل شقيقتها كانت تمشي في رواق المدرسة و تسمع البنات يتحدثون عن حنان وكانها ملاك نزل الى الاارض اينما ذهبت كانت تسمع الفيتيات يتحدثن عن حنان و عن فادي وكم هو وسيم و مدى حبهما لبعضها و كانوا يحسدانهم على حبهما سوسن كانت تتسال من هو فادي هذا الذي سلب عقل جميع الفتيات اثناء خروحها من بوابة المدرس و هي شاردة كعادتها اصطدمت بفتاة و سقطت سوسن و سقطت حقيبتها و تناثرت كتبها في الارض نظرت اليها الفتاة التي اصطدمت بها بتعالي و غرور و قالت هذه انتي ثم استدارت و اكملت طريقها قامت سوسن و نفضت الغبار عن ملابسها و حملت حقيبتها و اخذت تجمع ما تناثر منها فاصطدم راسها براس شاب قال لها عفوا هذه الكتب لكي تفضلي كانت قد سقطت دمعة من عين سوسن دمعة الم لما حدث لها رفعت راسها الى الشاب و وقفت واخذت منه الكتابو و بينما كانت تضع الكتاب في حقيبتها اذا بالشاب يقول لها الدنيا حلوة بس نفهمها و مهما مر علينا فيها من آلام و أحزان راح نكون بعد ذلك سعداء لانه لو ما حزنا ما راح نعرف طعم السعادة و اخرج منديلا من جيبه و مسح به دموع سوسن و اعطاها المنديل قائلا لها اختفظي به الى اللقاء و غادر مسرعا صارخا حنان انتظريني وقعت عيناها على تلك الفتاة وقالت في نفسها : هل هذه هي حنان التي يتحدث عنها الجميع ؟.
نظرت الى المنديل فوجدت في ركنه مطرز اسم فادي مع حبي تفاجئت سوسن : هل يعقل ان يكون هذا الفتى هو فادي ؟و هل هذا منديله الخاص ؟ هل من طرز اسمه عليه هي حنان ؟ هل اعطاني منديله الذي اهدته اليه حنان ؟ هل يوجد حقا في الحياة من هم على شاكلة فادي ؟ هل ستخاصمه حنان اذا ما علمت انه اعطاني منديله ؟ و آلاف التسائلات دارت في راسها لكنها لم تجد لها حلا و غادرت عائدة الى المنزل .
عندما وصلت الى المنزل ذهبت مباشرة الى غرفتها و فتحت خزانتها و اخرجت صندوق خشبي منه كان لوالدتها كانت تحتفظ به في اشياء عزيزة عليها و ذكريات من الماضي ، كان الصندوق يحتوي على صورة لوالدتها مع والدها و اختها سلوى عندما ولدت و في الصندوق كان هناك محارة جميلة كانت قد عثرت عليها و هي صغيرة عندما ذهبوا الى الشاطيء و كان يوجد سلسلة ذهبية كانت ترتديها امها عندما توفيت و قد احتفظت بها سوسن في هذا الصندوق كما انه يوجد ورقة مكتوب بها ابي اختي احبكم جدا كانت قد كتبتها اول ما تعلمت القراءة و الكتابة لفت المنديل الذي اعطاها اياه فادي وضعته في الصندوق .
كيف سوسن حبيبتنا اليوم ، شايفتك مبسوطة و راجعة من المدرسة مبتسمة على غير عادتك ، احكي لي شو صار . هذا ما قالته سلوى لسوسن
احمر وجه سوسن خجلا و قالت لا شيء يستحق
اقتربت سلوى من سوسن و جلست الى جوارها شاهدت المنديل في الصندوق فابتسمت و قالت لها مين هو فادي ؟؟
ابتسمت سوسن و قالت فادي الطف شاب عرفته لحد الان و اغمضت عيناها و اشاحت بوجهها .
ضحكت سلوى و قالت لسوسن الله يجعله من نصيبك يا رب ...
بعد عامين تخرجت سوسن من الثانوية و نجحت بامتياز و في حفل التخرج بالمدرسة سالها المدير بعد ان قدم لها الشهادة الان الى اين ترغبي في الانتقال بعد ان انهيتي الدراسة العامة و بقي عليك اللتحاق بالجامعة فاي قسم ستختاري ؟
اجابته سوسن : ساختار قسم العناية بذوي الاحتياجات الخاصة
سالها المدير : لماذا تريدي هذا القسم بالذات ؟
فاجابت : لكي اريهم كم ان الحياة حلوة بس نفهمها باحزانها و الامها فلن نشعر بطعم السعادة مالم نتذوق الالم و الحزن و اريد ان اذيقهم طعم السعادة ^_^ .
بعد ذلك التحقت بمعهد تمريض لمدة عامين و حصلت على الدبلوم و تعينت في مركز للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة و قد كان نصيبها ان تعمل في قسم العميان
بعد تعينها بعدة شهور حل ضيف جديد على المركز ، ياالهي انه فادي ما الذي جرى له و كيف اتى الى هنا و لماذا يمسك بيده العصى الخاصة بالعميان ولماذا يلبس نظارة سوداء عل اصيب بالعمى هل اصبحت الدنيا الحلوى في عينيه سوادا و ظلاما ...
الى اللقاء في الفصل القادم ### كيف تتبدد الظلمة الى نور
تعليقات