الفصل الثالث ### مغادرة القرية
لقد استقبلهما الحج ابو وائل استقبال العم لاولاد اخيه و عاملهم كما يعامل الاب ابنائه و كان لا يبخل عليهما بشيء .
و قد اثار هذا غيرة زوجته على ابنائها فبدات تزن عليه بان يقسوا عليهما و ان ابنائهما احق بالمال منهما و انه يجب عليهما ان يعملا و يعيلا نفسيهما و بقيت تزن على راسه هكذا على مدى اسابيع و شهور
في احد الايام كان احمد يمر بجوار نافذة المجلس حيث كان الحج ابو وائل و زوجتها يتحدثان و كانت زوجته تحادثه بصوت مرتفع لم يبالي احمد للحديث لكنه توقف عندما سمعها تقول اولاد فادي فتوقف و سمعها توبخ زوجها و تقول له الى متى سنتحمل هؤلاء الطفيلين انهم عالة علينا اولادنا احق بالمصروف منهما و ... ، احس احمد بجرح عميق في قلبه لم يتحمل ذلك
في تلك الليلة ايقظ شقيقه محمود بهدوء قائلا له استيقض هية بنا سناغدر الى العاصمة
فرح محمود فهو كان كثيرا ما يريد الابتعاد عن القرية و عن كل ما يذكره بمأساة والده و ما حدث لهما
تسللا من النافذة بملابسهما و بدون اي شيء أخر تاركين ورقة صغيرة مكتوب فيها
"شكرا لك يا حج ابو وائل لقد كنت لنا نعم الاب ة المربي لن ننسى لك هذا الفضل "
بقي يمشيان و الطرق الوعرة قيل لهما ان العاصمة في الشمال فاتجها الى الشمال و عند الظهيرة شارفا على الوصول الى مدينة فور دخولها اعتقدا انها العاصمة لكنها ليست كما وصفوها لهما
مرا بالقرب من ورشة بناء و كان هناك رجل كبير في السن ابيض الشعر ملامح وجه تدل على انه رجل حكيم كان يعطي الاوامر للعمال انت تحرك ارفع هذه كل اسند هذا الجدار يكفي الى هنا حسنا تابع .. الخ
بقي احمد و محمود يراقبنه باهتمام الى ان حل وقت الظهيرة و قال للعمال توقفوا الان وقت الغداء
شاهد الولدان لكنه لم يعطيهما اي اهتمام بعد ان انتهى من الغداء اخبر العمال بانه لديهما نصف ساعة لينهوا غدائهم و يعودو للعمل و قام ليمشي قليلا فقاطعه احمد قائلا له : يا عماه هل استطيع العمل معكم ؟
نظر اليه الرجل و قال له ما هو اسمك ؟
فاجابه اسمي احمد و هذا اخي محمود وقد اتينا من الجنوب الى العاصمة لنبحث عن عمل
ضحك الرجل و قال لهما انهما ليس في العاصمة بل ان هذه هي الميناء ثم ساله كم هو عمرك ؟
فقال له احمد عمري 18 عاما
بعد سكوت دام دقيقتين قال له العمل لدينا من الساعة 6 صباحا و حتى السادسة مساء و هناك ساعة للغداء بعد الظهر و عشر دقائق للصلاة و ساعطي لكل منكما ليرتين عن كل يوم عمل و الغداء على حسابنا مالم تريدا شيء خاص بكما فهذا شانكما
باشرا العمل و مرت الايام و الاسابيع و الشهور و هما يعملان بجد في البناء و قد نالا ثقة المقاول حتى انه عينهما مساعدين له و من ثم اصبحا يشرفا على مشاريع خاصة بهما كان يسلمها لهم المقاول العجوز في اوقات فراغهما كان محمود يتصفغح المجلات يتابع صفحات الاصدقاء و كتاباتهم حتى انه قام بمراسلة احد الكتاب لكن فيما بعد اكتشف انها فتاة كبرت صداقته معها عبر المراسلة قال لها في احد المرات اريد ان اقابلك وجها لوجه و ساحضر انا و اخي برفقتي و هي قالت انها ستنتظره برفقة اختها
حددا المكان و الزمان
الحديقة العامة في وسط العاصمة تحت شجرة الصفصاف نهار اليوم ال15 من شباط في اول ايام الربيع
وذهبا ليلتقيا بهما حيث وقع كل منهما بحب الاخر و بعد مضي ثلاثة اشهر كان زواجهما ...
تعليقات