الفصل الخامس ### العودة للوطن
غادرت و الدموع تغرق عينيها عادت الى الشقة التي استأجرتها
بعد خمسة أعوام من اختفائه و بحثها عنه تكتشف انه اصبح ضريرا
دخلت غرفة نومها و رمت بنفسها على السرير و استمرت بالبكاء بحرقة حتى غفت عيناها
في تلك الليلة شاهدت حلما بدا و كانه رسالة موجهة لها
كان حبيبها يقف امامها و هي تعجز عن الوقوف فمد يده لها ليساعدها على الوقوف
سالته لماذا تركتني عندما كنت في امس الحاجة اليك فاجابها انا لم اتركك فلديكي اغلى عينين في الدنيا لا تهمليهم و لا تتعبيهم بالدموع
انطلقي و انظري بهما كل شيء جميل في الحياة فحلمك منذ الصغر كان ان تصبحي مصورة فوتوغرافية وبدون عينين لن تحققي حلمك و ما تطمحي اليه
استيقضت في الصباح الباكر على سطوع ضوء الشمس في أرجاء الغرفة فالستائر لم تكن مغلقة فقد نسيتها ولم تغلقها عندما عادت في المساء
غادرت فراشها و صدرها ممتليء بنشاط و حيوية كانت و كان هذا الحلم قد انقذها و اخرها من مصيرها المحزن وهي تقف امام المرآة ابتسمت و قالت سارى كل ما هو خلاب في هذا العالم و ساحقق طموحي و ارى العالم بعينيك
غادرة الشقة متوجهة الى مكتب المصرف لتسحب كل مدخراتها و تذهب و تحجز على اول رحلة و تغادر البلاد في رحلة طويلة الى المجهول حيث لا تعلم ما ينتظرها آملة في تحقيق طموحها في ان تصبح مصورة بارعة ذائعة الصيت
و مرت الايام و الشهور و السنين
المكان .. قاعة الاحتفالات الضخمة في مدينة نيورك
الغرض من الاحتفال توزيع جوائز اعلامية و فنية و تصويرية
المذيع ينادي و للعام السادس على التوالي تحصل على جائزة الايطار الذهبي صورة سرب الاوز للانسة حنان ... فلتتقدم لتنال جائزتها
تصعد على المنصة و تحمل الايطار الذهبي و يهتف لها الجمهور و يصفقون بحرارة فصورة الاوز المهاجر لهذا العام لا تقل روعة عن صورة اللبوة و هي تداعب شبليها في العام الماضي بعد هذا التصفيق الحار سالها المذيع انتي الان تصعدي على هذه المنصة للعام السادس على التوالي فلمن يعود هذا الفضل
أجابت يعود الفضل في ذلك بعد الله سبحانه و تعالى الى اغلى انسان لدي فقد وهبني النور الذي اشق به طريقي نحو النجاح ...
في الطرف الاخر من العالم كان هناك شاب يلبس نظارته السوداء التي بالكاد تخفي لمعان عينه البلورية كان سعيدا بما يسمعه من التلفاز فها هي استمعت لنصيحته و غادرت لترى العالم الجميل بعينيه
اطفاء التلفاز و غادر الى الحديقة ليشم عبق الازهار و اريج الورودكعادته منذ ان ترك المركز قبل ست سنوات
....
تعلن شركة **** الخطوط الجوية عن قرب وصول رحلتها رقم 3725 القادمة من نيوورك نرجو من جميع ركابنا ربط احزمة الامان و الاستعداد للهبوط
بعد سبع سنوات تشم هواء وطنها الحبيب نزلت عن سلالم الطائرة و هي تقول لنفسها لقد عدت و قد حققت طموحي لقد عدت و معي البوم تملئه صور غاية في الروعة من ارجاء العالم كم اتمنى لو استطيع ان اريه اياها ... كيف لا استطيع فانا قد رايتها بعينيه هو شاهدها معي ... بالتأكيد لقد شاهدها فقد كان معي في كل خطوة خطيتها شاركني كل شيء ...سأواجهه هذه المرة و لن اقبل بالرفض جواب مهما كلفني الامر ... ان رفض ساهدد بقطع وريد يدي او بشنق نفسي ربما ارمي نفسي من فوق الجسر ... كلا هذا قد يزيده حزنا و الما لا اريده ان يتألم ... مهما حدث فلابد ان نكون سوية فكل منا يكمل الآخر ...
كانت تدور في راسها افكار كثيرة و هي في طريقها و بشكل تلقائي الى حيث كان يتواعدان على كرسي في الحديقة تحت شجرة الصفصاف . كانت تتمنى ان تجده هناك . هل بالفعل سيكون هناك ينتظرها كما كان في آخر مر قابلته فيها لقد لاحت في الافق شجرة الصفصاف ها هي قمتها و لم يتبقى سوى بضع دقائق كانت سعيدة متحمسة بدات تركض ساحبة خلفها حقيبة صغيرة فيها جميع البوماتها التي التقطتها كانت تريد ان تجلس بجواره و تحكي له حكاية كل صورة التقطتها ...
بالعودة الى الخلف 12 عاما عندما كان في قاعة الامتحانات و اتاه خبر بالحادث الفضيع الذي حدث انهار ترك القاعة و خرج مسرعا امام ذهول الجميع فهو كان من المتفوقين دراسيا و يحصد اعلى الدرجات حتى انه رشح لان يكون معيدا في الجامعة لكنه رفض ليجد وقتا يجلس برفقة من يحبها . عند وصوله الى المستشفى قال له الطبيب ان قرنية عينيها تاثرت بالحمض و تضررت و لا يمكن ان تبصر مرة اخرى ، قال له بدون تردد خذ عيناي يا دكتور و ضعهما لها لترى بهما فانا لا اريد ان تصبح الحياة في نظرها مجرد لون اسود
امام اصراره قال له الطبيب عين واحدة تفي بالغرض لكننه اصر على الاثنتين قائلا : لا اريدها انت تشعر باي تغيير في حياتها اريدها ان تعود لحياتها الطبيعية و كان هذا الحادث مجرد كابوس استيقضت منه و عادة طبيعية ...
بعد اجراء العملية بنجاح ذهب الى الطبيب و ساله عن مركز يلجاء اليه للعناية بالضرير فارشده الى مركز تعمل فيه ابنة اخيه بعد ان تخرجت من الطب فهي كانت تدرس معه وقد حضرت معه عدة محاضرات و تعرفه ... كما ان الطبيب اعجب باخلاقه و كرمه فاراده ان يكون من نصيب ابنة اخيه و قد اوصاها به بان تعتني به جيدا
غادر الى المركز دون ان يبلغ احد بوجهته قبل خروج من المسشفى مر على غرفة حنان تقدم من سرييرها امسك بيدها طبع قبلة دافئة على شفتيها و غادر ... هل كانت تلك القبلة قبلة وداع ام قبلة حياة ... بتلك القبلة ودع حنان و بتلك القبلة كانت هناك حياة جديدة تنتظر حنان بعد استيقاضها ...
في الطريق كان يفكر بها كيف ستحيا بدونه ستصبح حياتها فراغ ... كلا لن تصبح فراغا فهي الان تبصر سترى العالم بعيناي ستعيش حياة افضل بدوني وجودي معها سيكون عائق لها و لطموحها فهي تجلم منذ طفولتها بان تصبح مصورة فوتوغرافية تلتقط اجمل الصور من كل بقاع الدنيا لذا يجب ان ترى بعينين اثنين وما هي افضل عينين لترى بهما العالم انهما عيناه ... انا استحق العقاب بسبب اهمالي و تسرعي تجاهلت كل تعليمات الامن و السلامة التي كان قد علمنا اياها الشيخ ... كان المفروض ان اكون انا مكانها فانا من استحق هذا العقاب و ليس هي ... ماذا يخبيء لنا القدر كنت احلم ان نعيش سوية ان نتنقل حول العالم سوية هي تلتقط الصور و انا اعالج المرضى ... لقد انهارت احلامي بسبب اهمالي تبا لي انني استحق اقصى العقوبات سوف احيا حية يائسة سيكون الموت لي رحمة ...
قرر اعتزال العالم و الابتعاد عن كل من هو حوله ... قرر دفن نفسه بالحياة ... قرارة معاقبة نفسه بالابتعاد عنها ... لكنه هل يعاقب نفسه ام يعاقبها هي ؟؟؟
حنان اقوى مني ، عزيمتها و ارادتها اقوى مني ، فهي ستتغلب على الامر و تكمل مشوارها اما انا فلا استطيع ذلك ...
في المركز اعتنت به ابنة اخ الطبيب و كان اسمها سوسن
في الوقت الحاضر
هي على بعد خطوتين من الحديقة دخلت من باب الحديقة تعجبت قبل سبع سنوات لم يكن للحديقة سور او باب استمرت في السير مهرولة
وصلت الى حيث المقعد وجدت شابا جالس على الكرسي رافعا راسه الى السماء و هناك فتاة ملامحها ليست غريبة تحتضنه وهناك طفل و طفلة في الخامسة و الثالثة من عمرهما الطفلة تنادي الشاب بابا اما الطفل فعندما راى حنان واقفة امامهما مباشرة تقترب بخطوات هادئة لتكشف عن ملامح الشاب و الفتاة التي في حضنه
لقد عرفت الفتاة انها سوسن و الشاب انه حبيبها من هؤلاء الاطفال هل هم ابناء سوسن لماذا هي تحتضن فادي تقدم منها الطفل ليلتقط نظارتها التي سقطت من يدها بعد ان اعترتها الدهشة و يعطيها اياها قائلا : طنط وقعت نظارتك .
امالت راسها الى الطفل و سالتها شو اسمك حبيبي ؟
فقال لها انا احمد فادي ...
بمجرد سماعها للاسم سقطت مغشي عليها ... لقد تزوج ارتبط بغيرها اصبح مع امرأة أخرى و رزق منها بطفلين كيف يمكن ان يحدث هذا ...
انتهى الفصل الخامس والى اللقاء مع الفصل السادس
تعليقات
قصة رائعة من حيث الفكرة و المضمون
انما لم افهم لما جعلتهما يفترقان
و كل واحد منهما يسير في طريق مختلف ؟
لم لم تجعلها تعود لتجده على حاله بانتظارها كي تعيد له جزءا مما جعلها تتذوقه من نجاح او بالاحرى لم لم تجعل النهاية سعيدة لكليهما ؟
دمت بجمال