أحاسيس مخضرمة


كل منا عاش طفولة ما بين رائعة و بسيطة و قاسية و مرت علينا
ظروف عديدة على مر السنين



هناك بعض المخاوف اللتي كانت ترعبنا في طفولتنا و نمت معنا و كبرت



بعضنا استطاع تخطيها و البعض بقية ترعبه تلك المخاوف



هناك مخاوف لم تكن ترعبني في طفولتي بدأت ترعبني في مراحل متقدمة من حياتي



ما هو السبب ؟؟؟



الطفل عدو نفسه الكثير من الاطفال لا يعرف الخوف طريقا لقلبهم (كنت احد هؤلاء
الاطفال اللذين لم يعرف الخوف طريقا لقلبهم)



في صغري كنت أخشى الشاي قد تتسائلون لماذا ؟؟؟ هل السبب لونه ؟؟؟



في احد المرات امسكت ابريق الشاي بيدي و التصقت يدي لم استطع فكها و بدأت
بالصراخ و البكاء فبت بعد ذلك اينما شاهدت ابريق الشاي أهرب الى الغرفة الاخرى
لانه سبب لي اذى



كنت اخاف من الاشياء التي تسبب لي اذى و الم



كنت اخاف من الحقنة و خاصة تلك الحقنة التي يضعونها في الوريد قبل العملية
الجراحية فقد كنت ابيكي بالساعات حينما تعطى لي و في احد المرات اضطروا الى ربط
يدي بالسرير لاني نزعتها



لم تكن ترعبني قط افلام الرعب و القتل كنت استمتع بمشاهدتها



الحشرات و الصراصير و الجراد و الخنافس و حتى الفئران لم اكن اخاف منها



القطط كنت اكمن لها و امسكها ولم اكن اخاف منها



كنت امسك الصرصور و اقلبه على ظهره لارى هل يستطيع الوقوف و اذا لم يقف اقتله
بالشبشب



في احد المرات كمنت لابوبرص لكني لم اتمكن من امساك سوى ذنبه اللذي انقطع و
استطاع الفرار



في احد المرات امسكت حرباء كان هذا بعد ان شاهدت جزء من فيلم الحرباء اختي خافت
و قالت اطلقها ستتحول الى وحش و تقتلع قلبك لتلتهمه لم اكن اخافها اخذتها
ووضعتها في صندوق ليس هذا فحسب بل احضرت احد فساتين امي و وضعته بجوارها في حال
تحولت حتى ترتديه و انتظرت لكن لم يحدث شيء فاطلقتها بعد يومين



في احد المرات عثرت على سلحفاة لطالما تسائلت ماذا يوجد في بيت السلحفاة هل
يوجد طعام او سرير عندما امسكت بسلحفاة حاولت عبثا اخراجها من قوقعتها لارى ما
بداخل القوقعة فلم اتمكن فما كان مني الا ان احضرت شاكوش و طرقت بقوة على
القوقعة حتى تحطمت لك لم يخرج شي سوى الدماء فحزنت و علمت ان تلك القوقعة ليست
سوى طبقة تغطي السلحفاة و تحميها من المخلوقات الاخرى



شاهدت اطفال يلعبون بسلحفاة حتى ان احدهم احظر حجرا ضخما ليكسر به القوقعة
فحزنت جدا و حاولت ان امنعه و اقنعه ان السلحفاة لا يوجد شيء في قوقعتها فكل ما
تحتويه هو دماء و أمعاء لكنه ابى الا ان يحطمها كانت معي 50 ريال عرضتها عليه
مقابل ان يعطيني السلحفاة اخها و ترك لي السلجفاة احتفظت بالسلحفاة ليومين حتى
اتى عندي صديقي حسام و قلت له لنذهب الى الوادي اريد ان اطلق السلحفاة هناك
فذهبنا سوية



عندما علمت امي اني انفقت ال50 ريال على سلحفاة ثار جنونها و صرخت في وجهي انت
اهبل مين بيسوي عملتك هاي ، و كانت حرمان من المصروف لمدة شهر كامل .



في احد المرات عثرنا انا و حسام على قنفذ صغير في برحة بجوار منزلهم التقطه
بواسطة عصى ووضعه في صندوق كان دائما ما يلتف مكوننا كرة في احد المرات تسمرت
امامه حوالي الساعتين حتى فك نفسه ووقف على أقدامه بعد ذلك بعدة ايام ذهبنا الى
العيينة طلبت من حسام ان يحضر معه القنفذ و اطلقناه هناك و عدنا في المساء



من الاشياء اللتي كنت احبها في طفولتي الاماكن المرتفعة



كنت دائما ما اجلس على البلكونة في الجانب الخارجي بدون اي حاجز او حزام يربطني
لم اكن اعرف معنى الخوف كنت فقط اهرب مما يسبب لي الألم ولم اكن اخاف مني شيء
في احد المرات و التي كنت جالسا فيها على حافة البلكونة نادتني امي (كانت دائما
تهاوشني عندما تراني اجلس على البلكونة و كنت اتسلل بالخفية و اسرق مفتاح
البلكونة لاخرج و اجلس على حافتها) عندما نادتني ارتبكت خفت ان تضربني سارعت
الى الدخول لكن . . .



حصل مالم يكن في الحسبان ووقع المحظور حصل ما كانت امي تخشاه ...



زلت قدمي و هويت من ارتفاع 15 مترا نقريبا مرورا باعمدة الكهرباء التي كانت
اسفل الالبلكوتة بمترين و نحوها انكسر العمود الفقري و تابعت السقوط و كان
نتيجة ذلك ثلاث كسور في الجمجمة و كسر في العمود الفقري



هذه الحادثة لم ترعبني و لم اتعلم منها



استمريت في الصعود الى الاماكن العالية



في احد المرات كنا في السطح عند منزل عمي و كان سور السطح منخفظ قليلا اقترتبت
بالكرسي من السور و صعدت عليه و صارت قدماي متدلية من حافة السطح باتجاه الشارع
لم اكن اخشى ان اقع مرة ثانية (فالخوف لم يكن يعرف طريقه الى قلبي بعد) اتى
حسام وقتها و بسرعة طوقني بذراعيه و اراد انزالي فطلبت منه ان ابقى الى ان تغرب
الشمس فبقي ممسكا بي الى ان غربت الشمس ثم انزلني عن السور . . .



في المؤسسة كانت مغلقة السطح و لم يكن فيها اي بلكونة و الشبابيك كانت مرتفعة
لم استطع ممارسة هوايتي فيها و هي الاماكن المرتفعة كان في غرفة العلاج الطبيعي
سلم للتدريب على تسلقه كنت اصعد عليه الى ان اصل الى اعلى مستوى ثم ا فلت يدي
لاسقط على الوسادة الحامية على الارض ...



في احدى المرات كنت عند مدخل المدرسة الخلفي لم يكن هناك احد فانبثقت في راسي
الصغير فكرة مجنونة للارتفاع عن الارض جلست على حافة الدرابزين و بت اسحب نفسي
الى اعلى الدرج كان الدرج طويل و فيه زاوية تعلو عن الارض بمتر و نصف عند تلك
الزاوية و اثناء التفافي لمتابعة الصعود زلت يدي و سقطت على ظهري و غبت عن
الوعي الى ان حل الليل ولو لم يوقضني مواء قط بالقرب من اذني لربما بقيت فترة
اطول . . .



لم اعرف معنى الخوف حتى بلغت من العمر 12 عاما و كان اول شيء حفت منه هو مرور
شاحبنة كبيرة بجواري بداء قلبي يدق بقوة و بدأت ارتجف من الخوف و مازالت تخيفني
حتى هذه اللحظة



بعد ذلك بعامين بدأت اخاف من افلام الرعب و مازلت اخافها حتى يومنا هذا لا
استطيع ان اشاهد فيلم رعب لوحدي في منتصف الليل كما كان يحدث معي في السابق



في بعض الاحيان كنت اجمع المخدات و المسند فوق بعضها مكوننا جبلا لاصعد عليه
حتى اصل الى فوق و اجلس فوق الدولاب و ارى الغرفة من هذا المكان و بعد ذلك ارمي
بنفسي على السرير و اعيد الكرة عدة مرات في احد المرات انكسر السرير و اتت امي
لترى ما افعله فثار جنونها اكلت علقة جامدة و من بعدها تغير مكان الدولاب و
اصبح بعيدا عن السرير . . .



عندما كنت في الضيعة في بعض الاحيان كنت اترك الكرسي لينطلق بسرعة جنونية على
المنحدر كان عمري آنذاك 11 عاما كنت استمتع بانطلاق الكرسي بسرعة جنونية الى ان
يصل الى نهاية المنحدر لم اكن افكر بالصعود فحتما ساجد من يعاونني على الصعود
في احد المرات انكسرت عجلة الكرسي الامامي و سقطت و من بعدها توقفت عن هذا
التصرف المجنون



الآن احيانا اخشى الاماكن المرتفعة و في احيان اخرى اشتاق لها



كنت اتمنى ان اقفز من الطائرة و هي تحلق فوق المحيط الهادي باعتبار ان المحيط
الهادي هو اكبر البحار وقتها كنت قد تابعت الشناكل فبدات اتخيل نفسي اسقط من
الطائرة و اصطدم بالماء و اغوص الى الاعماق كنت افكر هل ساجد ماريان او ساقابل
الشناكل من منهم يا ترى سينقذني ماريان انقذت الامير و لكنه تزوج بغيرها فتحولت
الى زبد البحر كم كان هذا محزن تمنيت ان تنقذني ماريان لاكون مكان الامير حينها
ساتزوجها و لن ابالي لاي رأي آخر



خطر في بالي ان اتابع الغوص هل يا ترى ساقابل الشناكل و تلك الاسماك المضيئة في
قاعد البحر واصلت الغوص و بدات الاعماق تزداد غمقا و يعمها الظلام اللذي بداء
يكبر و يكبر حتى وصلت الى مستوى لم اعد ارى شيئا بقيت انتظر و عبثا اتخبط يمينا
و يسارا لكن لا شيء سوى الظلام لم اشاهد الشناكل



ولم تنقذني ماريان حبست دمعة في عيني و عدت سابحا الى الاعلى وصلت الى السطح
لاجد قاربا صعدت اليه لم يكن به احد تسألت ما اللذي احضر هذا القارب الى هنا .
. .



ضياء ضياء وين سارح افتح على الصفحة 27 و اقراء السؤال الاول





لقد ايقضتني من حلم يقضة من اروع الاحلام كنت دائما ما اترك العنان لخيالي
ياخذني الى اي مكان في العالم يدخلني الى اي انمي احببته ما زالت احلام اليقضة
تشغلني حتى هذه الايام



لكل منا مخاوف ما زالت مستمرة معه اشيء كان يخشاها في صغره بات لا يخشاها عندما
كبر ما هي مخاوفكم في طفولتكم ؟؟؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سايكي و ايروس

أسطورة أورفيوس و يوريدس # معزوفة حب حزينة

الشخصيـــــة الســـــــــاحرة