تذكرت ...


قبل اربع سنوات كنت ابحث عن ريشة حبر لفت
انتباهي ملف اخضر يميل الى الصفرة لا ادري ماذا دهاني فقررت فتحه



ياه انه ملف المدرسة الذي يحوي شهاداتي تصفحت الشهادات و استرسلت في تفكيري عدت
الى ايام الطفولة مر شريط ذكرياتي في لحظات ثم افقت على صوت سيارة مرت بالقرب
من النافذة



اعدت الملف الى مكانه لاتابع البحث فئذ بكيس صغير يسقط منه



فتحت ذاك الكيس لاجد به اوراق مصفرة فاجدد تلك الاوراق يعود الى عشرة اعوام قد
خلت



قلبت فيها فوجدت مواقف مرت علي لقد كانت مواقف و تجارب صعبة و مرة و اليمة



انها مجموعة من مأسي بحثت بين طيات اوراقي على اي شيء يثير السعادة في قلبي و
يرد لي روحي لكن للاسف لم اجد سوى الهموم و الغم


لقد تذكرت انني لم اكتب لحظاتي السعيدة ابدا بل على العكس
كانت لحضات الألم و الدموع هي ما كتبتها لقد نسيت لحظاتي السعيدة كلها فغاصت في
كهوف الظلمة و لم استطع ان اوصل اليها اي شمعة لم يتبقى لي سوى الامي و احزاني
التي هي على باب كهف الذكريات اجلس دائما منعزل في غرفة مظلمة افكر بطفولتي
بلحظات سعادتي الا انني لا اجد سوى الألم و الحزن و قد مسحت الدموع بعض منها
لكن آثار الدموع ما زال باقيا لم ارغب في نسيان الماضي او تركه يسقط في اعماق
البئر و يغوص في الظلمات لكن ما مررت به لم يكن بسيط بل كان صعب جدا





في مثل هذا اليوم من العام الماضي ولد طفل هو كالضياء وجهه
يلمع بين النجوم رائحته كعبق الزهور و اريج الورود يغشي العين ناظره و ينير لنا
دروب ذكرياتنا انه ذكريات المخضرمين فقط هذا الموضوع اللذي اكتشفته في شهره
الرابع حيث كان عمره اربعة اشهر و سبعية ايام و قد كان كما الضياء اللذي ينير
طريقي ضياء انار لي الطريق في كهف الذكريات جعلني اغوص في اعماق ذكرياتي دون اي
خوف و أرى لحظاتي السعيدة اكتشف افراحي عادت البسمة لوجهي و ردت روحي الى قلبي
تذكرت لحظاتي السعيدة ليس هذا فحسب بل و شاركت بها كل من احببت من جميع
المخضرمين عشت ايام احلم بالماضي بدأت اتذكر يوم بعد يوم ايامي السعيدة و
تناسيت احزاني و تركت همومي وراء ظهري لم افكر سوى بتلك اللحظات السعيدة التي
شاركني فيها الجميع




 

تذكرت ريمي و سانشيرو



تذكرت المارشيميليوز و كنت قد نسيت طعمه



تذكرت دبدوبي الاسود اللذي كنت امتطيه في طفولتي




تذكرت قصب السكر اللذي كنت استمتع في تقشيره و
مصه



تذكرت الاتاري و لحظات الحماس معها



تذكرت صخر و لغة البيسك عليه



تذكرت نومي على العشب الاخضر و تأملي للسماء
الزرقاء و الغيوم



تذكرت هايدي و الضيعة التي عشت فيها شهرين من
اجمل ايامي في بيت جدي



تذكرت شقاوتي في طفولتي و اكلي لغزل البنات



تذكرت مشاغبتي و المقالب التي كنت احيكها لاقاربي



تذكرت جرئتي و عدم خوفي من المرتفعات



تذكرت قوة قلبي و مشاهدتي لاقوى افلام الرعب دون
يطرف لي جفن



تذكرت المسسة التي درست فيها



تذكرت سريري الازرق الكبير و دولاب ملابسي رقم 10



تذكرت عربة الفسحة المملوئة بجميع انواع الحلوى و
السندويتشات



تذكرت مدرسة الرسم التي علمتني كيف ادمج بين
الالوان الخشبية بعضها مع بعض



تذكرت حسام و الاوقات الرائعة التي قضيتها معه في
الوادي و الحديقة العامة



تذكرت ايام العيد و تلك الاوقات الجميلة



تذكرت الملابس الجديدة و العيديات



تذكرت تسابقنا الى محل الاعاب لشراء ما تشتهيه
نفوسنا



تذكرت الاونو والتي كانت هدية من والدي لقد فرحت
بها فرحا شديدا



تذكرت لعبة الريسك والتي قد اهدتني اياها ابنة
عمي



تذكرت اجتماعنا للعب المنوبولي



تذكرت تجمعنا عند شاشة التلفاز يوميا الساعة 4:30
عصرا ننتظر فقرتنا المفضلة



تذكرت تجمهرنا حول الفيديو مساء كل خميس لنشاهد
احد افلام المغامرات



تذكرت خروجنا نهار كل جمعة الى احد المزارع لقضاء
النهار باكمله بين خضار الطبيعة و جمالها



تذكرت علاجي في بريطانيا كان عمري خمس سنوات



تذكرت تعليم الممرضات لي الحروف الابجدية و
الارقام و الالوان و اسماء الحيوانات و الاشكال



تذكرت صديقي البريطاني اللذي كان سريره الى جواري
و كنت العب دوما معه بالرغم من اختلاف اللغات بيننا



تذكرت المكتبة التي دائما ما كنت اتسحب و اتسلل
اليها لاغوص بين كتبها و قصصها



تذكرت الكيرم و البودرة التي كنا نغرقها بها



تذكرت ريمي البندلي وكيف كنت استمع اليها
بالووكمان اثناء تأملي السماء الزرقاء



تذكرت قصص المكتبة الخضراء



تذكرت و تذكرت و تذكرت اشياء كثيرة لو استمريت في سردها فلن انتهي لا في يوم و
لا اسبوع و لا شهر بل وربما ليس في سنة حتى



لقد ترك في قلوبنا نورا يزداد ضياء يوما بعد يوم لتتسع الرؤية و تكتشف اشياء
اخرى كانت طي النسيان



ذكريات هي في غاية البرائة و الجمال



ذكريات هي الروعة و الطهر



ذكريات المخضرمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سايكي و ايروس

أسطورة أورفيوس و يوريدس # معزوفة حب حزينة

الشخصيـــــة الســـــــــاحرة