ليلة قمرية

كتبتها بتاريخ 10/09/2001



في احد الليالي التي مرت و
بعد انتهاء الصيف و العودة الى المدارس و في ليلة كان القمر فيها بدرا دقت الساعة
الحادية عشر فقد آن الوقت لإغلاق المحل و الذهاب الي البيت .

خرجت بعد يوم طويل ممل و كلي ذكريات بأيام قضيتها كانت البسمة تعلو وجهي دائما كان
قلبي ينزف بشدة كنت ذاهبا الى المنزل حيث اقيم و كانت الشوارع خالية الا من بضعة
سيارات تمر بين الفينة و الفينة دفعت بنفسي الى الطريق و بعد ان قطعت نصف المسافة
نال مني الاعياء و التعب استندت الى جدار و تأملت البدر مر طيف من احببت من امامي
حتى انه خيلي الي ان القمر هو حبي الاول و الاخير و الدائم

اغمضـت عيناي لأسرح بمخيلتي افكر بما كنت فيه من سعادة و كيف آلت الى حزن كيف كان
قلبي ينبض بالفرح و يتدفق الدم الى جسدي الذي كله أمل و تفائل بمستقبل سعيد و كيف
حدث و انقلبت الامور و انعكست

كان الجو بارد و الهواء لم يتوقف فهو يتحرك بجد يحرك خصلات الشعر التي تتدلى على
جبيني مرت لحظات تأملت فيها السعادة التي كانت تغمرني تذكرت كيف كنت مرحاً لم أشعر
الا بقطرة دافئة تذررف من عيني على خدي لتسقط على يدي تأملت تلك القطرة كانت دمعة ،
دمعة حزن هي ، نظرت في تلك القطرة و اطلت النظر اليها

خيل الي انني ارى رجلا يسرق رغيف خبز ليسكت افواه اخوته الصغار القي القبض عليه و
حكم القاضي عليه بالسجن 15 عاما عرفتم من هو انه جان فال جان بطل قصة البؤساء لا
اعلم لماذا خيل الي هذا الشخص دونا عن غيره ربما لأن حالي قريبة من حاله و ربما
لاني اشعر بالحزن و الالم كما شعر هو عندم حُبس 15 عاما لسرقته رغيف خبز ليطعم
اخوته الذين يتضورون جوعا ، سقطت قطرة اخرى على القطرة التي كنت أتأملها فبدت تلك
القطرة و تناثرت على ذراعي نظرت الى الساعة إذ بها قد تعدت الثانية عشر بعد منتصف
الليل بنصف ساعة

تا بعت الطريق الى المنزل بداء الظلام يعم فانا اسكن داخل حي لا يحتوي انوارا في
الشارع و الظلام يسود الطريق الا من ضوء القمر القيت نظرة أخيرة الى البدر قبل ان
أدخل المنزل بهرتني النجوم في السماء سرقت من جفوني النوم لم تعد لي الرغبة بالدخول
الى المنزل استندت الى الباب و تأملت النجوم في السماء و اذ بي ارى ذاك الشاب
الطموح المرح مساعد القبطان في طريق عودته الى مسقط رأسه حالما بلقيا محبوبته و
الزواج بها كانت السعادة تغمره

لقد توفي القبطان و أوكل اليه قيادة السفينة كما أمنه على ايصال رسالة لم يكن ذاك
الفتى يعلم ان مستقبله ستحطمه تلك الرسالة زميله في السفينة حسود و غيور ابن عم
خطيبته حسود و غيور اجتمع زميله و ابن عم خطيبته و حاكا له مكيدة و كتبا رسالة الى
المحكمة و القي القبض على ذاك الفتى و عندما اطلع القاضي على مضمون الرسالة و علم
ان تلك الرسالة ستحطم حياته المهنية قام بالقاء الحكم على الفتى ، و نفي الي سجن في
جزيرة بقي حبيسا لأكثر من اربعة عشر عاما لاقى فيها انوع الحزن و الالم حبس بدون اي
ذنب لم يعلم ما هي تهمته و ما اصعب الظلم

تمكن من الهرب و حصل على كنز جزيرة مونتي كريستو غير اسمه الى الكونت دي مونت
كريستو عاد الى مسقط رأسه و الرغبة في الانتقام تطغوا على قلبه و تعمي عينيه عاد
ليجد زميله قد اصبح مديرا لمجموعات شركات النقل البحرية ابن عم خطيبته قد تزوج من
خطيبته القاضي قد ذاع صيته و اصبح شخصية سياسية مرموقة و عندما اوشك على تنفيذ
انتقامه صحى ضميره استيقظ قلبه الابيض الطاهر ليتركهم للقدر

نادى الموذن لصلاة الفجر لم انتبه كم مر من وقت على وجودي دخلت للمنزل توضأت و صليت
الفجر ثم ذهبت للنوم و قلبي ملؤه التفائل و قد بدأت روحي بالنمو من جديد لتكون شخصا
اصلب و أقوى إرادة من قبل

لكنه ما زال راسخ في ذهني الى متى ؟ ؟ ؟ سوف يبقى التسائل ابد الدهر الى متى ؟ ؟ ؟
نفعل الخير لنلقى الإسائة نكون اوفياء لنلقى الغدر الى متى ؟ ؟ ؟ نكون صادقين لنلقى
الكذب و الخداع و الغش الى متى ؟ ؟ ؟ سوف نبقى طيبين ليستغلنا السفهاء و غيرهم ، هل
لابد ان يكون لنا قلب من حجر حتى لا نؤذَّى حتى لا نحب فنُكره حتى لا نفي فنُغدر
حتى لا نصدق ليُكذب علينا حتى لا نكون طيبين لنستغل الى متى ؟ ؟ ؟


!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سايكي و ايروس

أسطورة أورفيوس و يوريدس # معزوفة حب حزينة

الشخصيـــــة الســـــــــاحرة